سورة البقرة - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{الم} أنا الله أعلم.
{ذلك الكتاب} أَيْ: هذا الكتاب، يعني: القرآن. {لا ريبَ فيه} أَيْ: لا شكَّ فيه، أَيْ: إنَّه صدقٌ وحقٌّ. وقيل: لفظه لفظ خبرٍ، ويُراد به النهي عن الارتياب. قال: {فلا رفث ولا فسوق} ولا ريب فيه أنَّه {هدىً}: بيانٌ ودلالةٌ {للمتقين}: للمؤمنين الذين يتَّقون الشِّرْك. في تخصيصه كتابه بالهدى للمتقين دلالةٌ على أنَّه ليس بهدىً لغيرهم، وقد قال: {والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر....} الآية.


{الذين يؤمنون}: يُصدِّقون {بالغيب}: بما غاب عنهم من الجنَّة والنَّار والبعث. {ويقيمون الصَّلاة}: يُديمونها ويحافظون عليها، {وممَّا رزقناهم}: أعطيناهم ممّا ينتفعون به. {ينفقون}: يُخرجونه في طاعة الله تعالى.
{والذين يؤمنون بما أُنزل إليك} نزلت في مؤمني أهل الكتاب يؤمنون بالقرآن، {وما أنزل من قبلك} يعني: التَّوراة، {وبالآخرة} يعني: وبالدَّار الآخرة {هم يوقنون}: يعلمونها علماً باستدلالٍ.
{أولئك} يعني: الموصوفين بهذه الصِّفات. {على هدىً}: بيانٍ وبصيرةٍ {من ربِّهم} أَيْ: من عند ربِّهم، {وأولئك هم المفلحون}: الباقون في النَّعيم المقيم.
{إنَّ الذين كفروا}: ستروا ما أنعم الله عزَّ وجلَّ به عليهم من الهدى والآيات فجحدوها، وتركوا توحيد الله تعالى {سواء عليهم}: معتدلٌ ومتساوٍ عندهم {أأنذرتهم}: أعلمتهم وخوَّفتهم {أم لم تنذرهم} أم تركت ذلك {لا يؤمنون} نزلت في أبي جهلٍ وخمسةٍ من أهل بيته، ثمَّ ذكر سبب تركهم الإيمان، فقال: {ختم اللَّهُ على قلوبهم} أَيْ: طبع الله على قلوبهم واستوثق منها حتى لا يدخلها الإيمان، {وعلى سمعهم} أَيْ: مسامعهم حتى لا ينتفعوا بما يسمعون، {وعلى أبصارهم}: على أعينهم {غشاوة} غطاءٌ فلا يبصرون الحقَّ، {ولهم عذابٌ عظيمٌ} مُتواصل لا تتخلَّله فُرجةٌ.


{ومنْ الناسِ مَن يقولُ آمنا بالله وباليوم الآخر...} الآية، نزلت في المنافقين حين أظهروا كلمة الإيمان، وأسرُّوا الكفر، فنفى الله سبحانه عنهم الإِيمان بقوله: {وما هم بمؤمنين} فدلَّ أنَّ حقيقة الإيمان ليس الإِقرار فقط.
{يخادعون الله والذين آمنوا} أَيْ: يعملون عمل المخادع بإظهار غير ما هم عليه؛ ليدفعوا عنهم أحكام الكفر، {وما يخدعون إلاَّ أنفسهم} لأنَّ وبال خداعهم عاد عليهم بإطلاع الله تعالى نبيَّه عليه السَّلام والمؤمنين على أسرارهم وافتضاحهم، {وما يشعرون}: وما يعلمون ذلك.
{في قلوبهم مرضٌ} شكٌ ونفاقٌ، {فزادهم الله مرضاً} أَيْ: بما أنزل من القرآن فشكُّوا فيه كما شكُّوا في الذي قبله، {ولهم عذابٌ أليم}: مؤلمٌ {بما كانوا يكذبون} بتكذيبهم آيات الله عزَّ وجلَّ ونبيَّه صلى الله عليه وسلم. ومَنْ قرأ: {يُكذِّبون} فمعناه: يكذبهم في ادّعائهم الإيمان.
{وإذا قيل لهم} لهؤلاء المنافقين: {لا تفسدوا في الأرض} بالكفر وتعويق النَّاس عن الإيمان {قالوا إنما نحن مصلحون} أَي: الذين نحن عليه هو صلاحٌ عند أنفسنا، فردَّ الله تعالى عليهم ذلك، فقال: {ألا إنَّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}: لا يعلمون أنَّهم مُفسدون.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8